آراء متباينة للمستثمرين حول مبادرة التوقف عن شراء الدولار
رجال أعمال يتوقعون تضرر وتوقف المصانع و استفادة المستوردين
العراقي: ضغط على تجار العملة لتخفيض الأسعار .. هلال: فرصة للحكومة لاتخاذ اجراءاتها وضبط الأسواق
“صلب مصر” تحتاج 60 مليون دولار شهريا و”كابسى” 7 ملايين دولار
تباينت آراء الصناع ورجال الأعمال حول مبادرة الامتناع عن شراء الدولار لمدة 21 يوم بهدف الوصول إلى سعر مناسب للدولار في ظل الارتفاعات المتتالية التي يشهدها سعر الصرف في السوق السوداء.
وقال جمال الجارحي رئيس مجموعة صلب مصر ورئيس غرفة الصناعات المعدنية، إنه موافق تماما على مبادرة الامتناع عن شراء الدولار لمدة 21 يوم حتى لو أدى الأمر إلى التوقف عن التشغيل والإنتاج في سبيل عودة سعر الدولار لمعدلاته الطبيعيه.
وقال إن حجم احتياجاته الشهرية من الدولار تبلغ 60 مليون دولار يضطر إلى تدبيرها جميعا من السوق السوداء، و نقطة القوة للتجار حاليا أنهم على علم تام بموقف الحكومة وعدم قدرتها على توفير الدولار للمصانع.
ودشن أمس مجموعة من رجال الصناعة مبادرة تدعو للتوقف عن شراء الدولار لمدة 21 يومًا في محاولة لكبح الصعود المتواصل للعملة الصعبة بالسوق السوداء .
وقال محمد سيد شعبان، المدير المالى بشركة “كابسى” للدهانات إن المبادرة يصعب على الصناع تنفيذها .
واستبعد أن تنضم الشركة إليها لأنها تحتاج نحو 7 ملايين دولار شهريا لشراء المواد الخام و100 مليون دولار سنويا ، وتستهدف كابسى تخفيض احتياجاتها خلال العام الجارى من الدولار ليصل إلى 75 مليون دولار .
وقال عبد الحليم العراقي رئيس شركة موبل للأثاث الفرنسي وعضو مجلس إدارة غرفة صناعة الأخشاب ومنتجات الأثاث، وأحد الداعين والداعمين للمبادرة أن المبادرة جاءت نتيجة توجه عامة الشعب إلى تجارة الدولار وتحول إلى سلعة تضر الصناعة بشكل مباشر.
وأوضح ان ارتفاع سعر الدولار لا يصب فى صالح المٌصدر في ظل ارتفاع كافة الأسعار تزامنا مع سعر الصرف، و حجم احتياجاته الشهرية من الدولار تبلغ 120 ألف دولار ولكنه لا يلجأ إلى السوق السوداء نتيجة اعتماده على الصادرات.
وأضاف أن مبادرة رجال الأعمال بمثابة جماعة ضغط على تجار العملة لتخفيض سعر الدولار لمستوى مناسب للسعر الحقيقي مع ضرورة تدخل الدولة في الوقت المناسب بالتعويم وتوفير الدولار للمصانع وتثبيت الأسعار.
أضاف: “نتواصل كرجال أعمال للتوقف عن شراء الدولار ولكن يجب أن تعمل الدولة حاليا على الاستعداد لتعويم الدولار وتثبيت الأسعار، وأن نجاح المبادرة مرهون بذلك”.
وقال وليد هلال رئيس مجلس إدارة الهلال والنجمة الذهبية وأحد الداعين للمبادرة إن فكرة المبادرة جاءت من انخفاض القوة الشرائية في السوق بهدف تخفيض الاستيراد وعدم التدبير بكميات اكبر من الاحتياجات للتخزين.
وأضاف أن المبادرة تهدف إلى منح الدولة بعض الوقت للاستعداد بالقرارات والاجراءات اللازمة اللازمة وأن نجاحها مرهون بتدخلها خلال تلك الدولة بما يحد من الازمة الحالية.
وأوضح هلال أن المبادرة تضم رسالة للمصنعين بضرورة التركيز على التصدير لتوفير احتياجاتهم من الدولار مشيرا إلى أنه لا يشترى الدولار لاستيراد احتياجات شركته وإنما يعتمد على حصيلته من الصادرات.
و قال شريف الجبلى، رئيس غرفة الصناعات الكيماوية بإتحاد الصناعات، ان المبادرة تساهم فى تخفيض سعر الدولار بالسوق الموازى الا ان الصناعة تحتاج الى حل دائم .
وأضاف ان المصانع قد تتضرر من الامتناع عن شراء الدولار لإحتياجها الدائم لاستيراد المواد الخام الا انها قد تصب فى صالح المستورد .
وقال أحمد عبد الحميد رئيس شركة تكنو ماربل للرخام ورئيس غرفة مواد البناء، إن المبادرة سيصعب تنفيذها في ظل حاجة المصانع للتشغيل واستيراد خاماتها وإلا ستتوقف عن العمل.
وأشار إلى أن الامتناع سيؤدي إلى ارتفاع في الطلب بعد انتهاء مدة المبادرة وينتج عنه ارتفاع آخر في الأسعار فهي ليست حل، وإنما حل الأزمة يكمن في تشغيل المصانع وزيادة معدلات الصادرات من خلال توفير كامل الدعم واحتياجات الصناعة من الحكومة والبرلمان.
ومن جانبه قال بهاء العادلي رئيس شركة يوني ستار ورئيس جمعية مستثمري بدر إن المبادرة جيدة من الناحية النظرية ولكن عمليا يصعب تعميمها.
وأضاف ” يمكن ترشيد النفقات وتقليل التكاليف ولكن الامتناع لن يأتي بنتيجة”، مشيرا إلى أنه قام بتقليل الطاقات الإنتاجية للشركة منذ العام الماضي لارتفاع التكاليف الانتاجية”.
أعتبر خالد الدماطى، مدير عام شركة دومتى إن مبادرة التى اعلنها امس رجال الصناعة بوقف شراء الدولار لمدة 21 يوما أنها وسيلة جيدة للضغط على السوق السوادء للحد من تفاقم الأزمة .
أضاف أن، صمود المصانع لن يستمر كثيرا ويتوقف على حسب المخزون لدية من الخامات ، لافتا إلى أن إرتفاع اسعار الصرف الدولار تحتاج الى حل جذرى وليس مسكن للأم .