منذ الاعلان عن تعويم الجنيه يوم الخميس الماضى تأثرت حركة البورصة المصرية بحركات حادة صعودية ثم هبوطية ثم صعودية مرة اخرى و بقوة دون تفسير واضح من المتعاملين و فى هذا المقال نحاول شرح ما حدث
كان الاعتقاد السائد قبل تعويم الجنيه و الذى وصل فى السوق السوداء قبل التعويم الى اعلى من مستوى 18 جنيه ان الاجراءات التى سيتخذها البنك المركزى ستكبح جماح الدولار على الاقل فى الايام التالية للتعويم و كان السعر التوازنى المرجح لهذا الاستقرار يتوقع ما بين 13 – 14 جنيه ، لكن الذى حدث غير ذلك فخلال اربعة ايام منذ التعويم تخطى الدولار بالسعر الرسمى فى البنوك مستوى 17 جنيه و مازال مستمر فى الصعود حتى كتابة هذا التقرير ، و نتيجة لهذا تحركت اسعار البورصة مع حركة الدولار فمع ظهور خبر التعويم افتتح مؤشر السوق الرئيسى EGX30 التداولات على ارتفاع قياسى فى حدود 700 نقطة عند مستوى 9231 نقطة وسط مشتريات قياسية من جانب المؤسسات الاجنبية و هو المستوى الذى ارتأه المتعاملون مبالغا فيه بالنسبة لسعر دولار عند 13 جنيه و من هنا هبطت الاسعار مرة اخرى بما يعادل 400 نقطة و تزامن هذا مع خبر يعلن فيه البنك المركزى عن عطاء استثنائى للدولار بقيمة 4 مليار دولار ليغلق السوق عند 8810 نزولا من 9231 نقطة .
لكن سرعان ما تبدلت الامور فى البنوك فقد الغى البنك المركزى عطاءه الاستثنائى و ارتفعت اسعار الدولار فى البنك لتغلق يوم الخميس فى اكبر البنوك المصرية عند سعر 16 جنيه للدولار وسط انباء عن ان البنوك تشترى الدولار فقط ولا تبيعه مما اغطى انطباع للناس بأن سعر الدولار سيستمر فى الارتفاع كمان كان و ان الفرق الوحيد هو ان الارتفاع يتم بين جنبات البنك المركزى و ليس من خلال شركات الصرافة و سرعان ما انعكس هذا على اداء البورصة يومى الاحد و الاثنين فقد رأينا ارتفاعات قياسية بما يعادل 500 نقطة فى اليوم الواحد ليغلق المؤشر يوم الاثنين اعلى من 9800 نقطة بفعل مشتريات الاجانب ايضا و الذين كانوا فى متوسط تعاملاتهم فى حالة بيع مستمرة منذ 2011 .
تفسير ما حدث ان انخفاض السعر الرسمى للجنيه امام الدولار ادى الى انخفاض قيم الاصول للمحافظ الاستثمارية لدى المستثمرين الاجانب و هو ما ظهر على مؤشر VanEck Vectors Egypt و( هو مؤشر يقيس قيم المحافظ الاستثمارية للاجانب بعد ان يقومها بالدولار ) و الذى كسر قاعه التاريخى و يتداول حتى اللحظة عند اقل اسعار و مازال يحقق انخفاضات حتى كتابة هذا التقرير و لهذا يقوم الاجانب فى البورصة بعمليات تعويض شرائية فى عدد محدود من الاسهم لرفع قيم اصولهم ( و هى الاسهم التى تساهم بها مصر فى مؤشر مورجان ستانلى للاسواق الناشئة و التى تعادل اقل من نصف فى المائة من وزن المؤشر ) لتعود الى النسبة التى كانت عليه قبل التعويم و على هذا فنرى انه طالما استمر الجنيه فى الانخفاض امام الدولار سيستمر انخفاض قيم اصول الاجانب فى البورصة و بالتالى سيستمر التعويض من قبلهم بعمليات شراء ترفع المؤشر الى اى رقم يستقر عنده سعر الصرف فحركة البورصة فى اليومين الماضيين و لأيام قليلة قادمة سترتبط بسعر الصرف بطريقة مباشرة .
VanEck Vectors Egypt
سيد عويضى رئيس قسم البحوث بشركة “تى ماتريكس” للإستشارات المالية CETA, CFTe