المنطقة الكردية والشركات الأجنبية غير مستعدة لتقليص المعروض
قالت وكالة أنباء «بلومبرج»، إنه لا يمكن للعراق أن يعتمد على الأكراد المتمتعين بحكم ذاتى فى الشمال، أو شركات البترول العالمية لمساعدته على خفض إنتاج الخام الذى تمّ الاتفاق عليه فى اجتماع «أوبك» الشهر الماضى.
أضافت أن هذا الأمر لا يضع للعراق سوى خيار خفض الإمدادات النفطية التى تسيطر عليها الدولة.
وبموجب الاتفاق الذى تم التوصل إليه فى منظمة الدول المصدرة للبترول، ينبغى على العراق خفض إنتاج البترول الخام بمقدار 210 آلاف برميل يومياً عن مستويات شهر أكتوبر الماضى.
ولكن لتحقيق ذلك سوف يضطر ثانى أكبر منتج فى «أوبك» إلى الاعتماد على البترول الخام الذى تسيطر عليه الدولة بشكل كامل.
وأشارت الوكالة إلى أن الشركات العالمية بما فى ذلك «بى بى» و«رويال داتش شل» تضخ معظم البترول فى العراق فى وقت يتمتع فيه الأكراد بحكم شبه ذاتى وتساهم بأكثر من نصف مليون برميل يومياً من إجمالى الإنتاج.
وقال ريتشارد مالينسون، المحلل لدى «إنيرجى إسبكتس» لاستشارات الطاقة، يبدو أن الأمر معقد فى العراق لتقديم جميع التخفيضات التى تم الاتفاق عليها مع الدول الأعضاء.
وأضاف: «فى معظم الحالات ربما لن تكون شركات البترول الدولية مستعدة للقيام بذلك فى حقولها».
وأوضحت الوكالة، أن أول خفض لإنتاج البترول من قبل منظمة «أوبك» فى ثمانى سنوات سيكون صدمة للعراق.
يأتى ذلك فى الوقت الذى لم يحقق فيه ثانى أكبر منتج فى «أوبك» أى هدف لمعدلات الإنتاج منذ التسعينيات بسبب الحروب والصراعات.
وفى البداية، قاوم العراق جهود خفض الإنتاج بحجة حاجته لكل دولار لمحاربة تنظيم «داعش»، ولكنه رضخ لضغوط من أعضاء «أوبك» الآخرين.
ويعد العراق فريداً من نوعه بين أعضاء «أوبك» فى تقاسم الإنتاج مع منطقة الحكم الذاتى التى تشكل نحو 12% من ناتج النفط الإجمالى.
وتسيطر حكومة إقليم كردستان الواقعة شمال العراق على 550 ألف برميل يومياً من إنتاج البترول، ما يعادل إنتاج الإكوادور فيما أفادت حكومة إقليم كردستان بأنها لا تخطط لتقليص إنتاجها.
وقال وزير الموارد الطبيعية اشتى هورامى، إن المسئولين فى حكومة إقليم كردستان لم يتحدثوا بعد مع وزارة البترول فى بغداد حول اتفاق «أوبك»، وتابع: «الاتفاق لن يكون له تأثير كبير على حكومة إقليم كردستان».
وأعلنت اثنتان من الشركات العاملة التى تضخ معظم البترول فى حكومة إقليم كردستان أنهما لا تمتلكان خططاً لخفض الإنتاج.
وقال باز كريم، رئيس الإقليم، إن شركة «كيه إيه آر» التى تنتج حوالى 3 أخماس البترول فى المنطقة الكردية تأمل فى زيادة إنتاجها العام المقبل بحوالى 40 ألف برميل يومياً.
وكشفت بيانات «بلومبرج»، أن ما يقرب من 90% من إنتاج البترول فى العراق يأتى من الحقول التى تديرها الشركات العالمية.
وضخت شركات البترول العراقية المملوكة للدولة 440 ألف برميل يومياً، لكن الصادرات بلغت 280 ألفاً فقط عن طريق ميناء البصرة الجنوبى.
وتقوم الحكومة بتصدير ما تبقى إلى تركيا عبر خط أنابيب يمتلكها الأكراد، ويتقاسمون مع وزارة البترول عائدات هذه المبيعات بموجب اتفاق بين الجانبين تم التوصل إليه أغسطس الماضى.
وأكد مالينسون، أن خفض الإنتاج من شأنه أن يثير التوترات بين الحكومة العراقية وإقليم كردستان.