«يوسف»: الدول المصدرة للبترول بدأت تخفيض معدلات الإنتاج.. لكن استمرار الاتفاق أمر مستبعد
واصلت أسعار خام برنت الصعود بداية الأسبوع الجارى 55.45 دولار للبرميل، مقارنة بـ54.7 دولار، خلال الأسبوع الماضى، رغم ارتفاع مخزونات النفط الأمريكية، واستمرار تصريحات وكالة الطاقة الدولية فى دعم أسعار النفط.
قال مدحت يوسف، نائب رئيس الهيئة العامة للبترول الأسبق، إن الدول المصدرة للبترول الاعضاء بمنظمة «الأوبك» بدأوا تنفيذ اتفاق تخفيض معدلات الإنتاج، ولكن الأسعار الحالية للبترول هى جراء الاتفاق وليس تراجع الكميات المطروحة بالسوق، لأنها لم تظهر فعلياً بعد.
واستبعد أن يتحقق اتفاق منظمة الأوبك مع الدول المصدرة للبترول نظرا لوجود دول لديها تعاقدات كبيرة لتوريد شحنات خام، واتجاه الولايات المتحدة الأمريكية لزيادة إنتاج الزيت الصخرى.
ولفت يوسف إلى أن الدول المنافسة بسوق النفط لن تنفذ القرار حال زيادة إنتاج أمريكا للزيت حتى لا تكن هى المسيطرة على سوق البترول عالمياً.
وأضاف يوسف أن سعر برميل البترول لن يتعدى 57 دولارا الشهر الجارى، وستظهر النتائج الفعلية لاتفاق الأوبك مع نهاية يناير واستقرار معدلات انتاج الدول المصدرة للزيت الخام وظهور نتائج ارتفاع مخزون الزيت الصخرى بامريكا.
وكانت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أصدرت البيانات الرسمية للمخزون الأمريكى القومى للنفط يوم الأربعاء الماضى، وعلى رأسها مخزونات النفط الخام التى أظهرت ارتفاعاً 2.347 مليون برميل، وهو ما جاء معاكساً لتوقعات المحللين الذين كانوا يتوقعون تراجع المخزون بواقع 342 ألف برميل.
قالت وكالة الطاقة الدولية إن أسواق النفط العالمية بدأت التشديد ببطء مع إرتفاع الطلب، وتخفيضات الإنتاج التى أعلنتها منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» و11 دولة منتجه للنفط من خارج المنظمة فى نوفمبر الماضى قد دخلت «فترة الاختبار الخاصة».
وكان أول أيام العام الجديد هو نقطة الإنطلاق الرسمية لتنفيذ إتفاق خفض الإنتاج التى وافقت عليها منظمة أوبك والدول غير الأعضاء بالمنظمة، مثل روسيا ليخفضا الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يوميا.
أشارت وكالة الطاقة الى انه إذا ما نفذ الدول المصدرة للنفط الاتفاق كما هو، فإنه سيؤدى إلى خفض العرض العالمى للبترول بنحو 2%.
ومع دخول اتفاق أوبك حيز التنفيذ، ما زال متداولو النفط ينتظرون المزيد من الوضوح بشأن ما إذا كان منتجو النفط الرئيسيون سيلتزمون بوعدهم بتخفيض الإنتاج.
وكان أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» اتفقوا على خفض الإنتاج بنحو 1.2 مليون برميل يوميا بدءاً من أول يناير الجارى، فى أول اتفاق لتخفيض الإنتاج منذ عام 2008.
وانضمت 11 دولة منتجه للنفط من خارج «أوبك»، بقيادة روسيا، للاتفاق، وقررت تخفيض إنتاجها مجتمعه بواقع 558 ألف برميل يومياً، ليصبح المجموع العام للتخفيض نحو 1.8 مليون برميل يومياً.
ولا يزال بعض المتداولين يشككون فى أن التخفيضات المقررة سوف تكون كبيرة، كما تتوقع الأسواق حالياً، مع مخاوف فى السوق حول زيادة الإنتاج فى الولايات المتحدة.
وأبقى المستثمرون على حذرهم قبيل حفل تنصيب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وسط حالة من عدم اليقين حول السياسات المالية والاقتصادية للإدارة الأمريكية الجديدة.
قال عصام المرزوق، وزير النفط الكويتى، ورئيس الدورة الحالية لمنظمة الدول العربية المصدرة للبترول «الأوابك»، إنه تم عقد اجتماع مع الدول الرئيسية خارج أوبك التى وافقت على تخفيض انتاجها بحوالى 558 الف برميل يومياً.
وأشار إلى أنه تم تشكيل لجنة وزارية من دول «أوبك» تضم كلا من «الكويت والجزائر وفنزويلا»، ومن خارج «أوبك» روسيا وسلطنة عمان لوضع آلية المراقبة والالتزام بتطبيق الاتفاق الذى تم التوصل إليه للسيطرة على انخفاض أسعار البترول.
أضاف الرزوقى أن التحديات التى تواجه الصناعة البترولية تؤكد أهمية الاستقرار والتنسيق وزيادة التعاون والعمل على حماية الجميع.
ووافقت روسيا وهى منتج رئيسى خارج أوبك على خفض إنتاجها بمقدار 300 ألف برميل يوميا، وقالت: إنها تتوقع أن يخفض منتجون آخرون غير أعضاء فى المنظمة إنتاجهم بنفس القدر، وستعقد أوبك اجتماعا مع المنتجين غير الأعضاء فى التاسع من ديسمبر الجارى.