مصروفات التمويل وتكاليف الفحم تحبطان آمال الانتعاش بقيادة الطلب المحلى
82 دولاراً سعر طن الأسمنت عالمياً يفتح فرص للتصدير.. والاضطرابات الخارجية أكبر عائق
تراجعت أرباح شركة مصر للأسمنت (قنا) 30%، العام الماضى، بعد ارتفاع المصروفات التمويلية، ما ينذر بموسم مؤلم لشركات القطاع، وأداء أسهمها فى البورصة.
قال محللون لـ«البورصة»، إنه على الرغم من تحريك الأسعار العام الماضى بنسب تتجاوز 50% فى المتوسط، فإنَّ الدولار أربك المراكز المالية، إذ يسيطر على نصف تكاليف الإنتاج من خلال الطاقة التى يُقوَّم سعرها بالعملة الخضراء، فضلاً عن المصروفات التمويلية.
قالت شركة مصر للأسمنت (قنا)، إنها حققت نمواً فى صافى الإيرادات بنسبة 7% العام الماضى، وسجلت 1.17 مليار جنيه، و1.09 مليار جنيه، لكنَّ صافى الربح تعرض لهزة بنسبة 30% ليبلغ 186.9 مليون جنيه، مقابل 266.2 مليون جنيه.
وخلال العام الماضي، ارتفع سعر الأسمنت عالمياً من مستويات 57 دولاراً للطن بداية العام إلى 82.1 دولار فى الختام بنسبة 45%، منها 33% فى الربع الأخير فقط والذى ارتفع خلاله السعر من 67 دولاراً للطن إلى 89.35 دولار، وهو الربع الذى أعقب تحرير الجنيه ليرتفع سعر الدولار من 8.8 إلى 19 جنيهاً، ما رفع تكلفة الاستيراد، بجانب أسعار المازوت التى ارتفعت تلقائياً بعد التعويم.
يذكر أن وزارة البيئة حددت إجمالى واردات مصر من الفحم الحجرى لتشغيل مصانع الأسمنت بقيمة 250 مليون دولار خلال الفترة من يناير وحتى نوفمبر 2016، بواقع 2.2 مليون طن فحم حجرى.
وتتميز شركات الأسمنت فى البورصة بتوزيعات أرباح مستقرة، وتتراوح نسبة التوزيعات بين 7.7% للشركة العربية للأسمنت، و3.6% لشركة أسمنت قنا، لكنَّ الكوبونات باتت فى طاحونة تراجع الأرباح، ولا سيما بعد تراجع نصيب سهم «قنا» من 8.91 جنيه إلى 6.26 جنيه بنهاية العام 2016.
ويبقى تصدير الأسمنت طوق نجاة جيداً للشركات لتوفير العملة الدولارية، لكنَّه انكمش بسبب الأوضاع غير المستقرة فى سوريا وليبيا واليمن، فضلاً عن ارتفاع تكاليف التصدير إلى دول أفريقيا.
وقال إبراهيم منصور، رئيس قسم التحليل المالى بشركة أسطول لتداول الأوراق المالية، إن تحديات أسعار الدولار تمثل متغيراً رئيسياً فى أداء شركات الأسمنت، التى تعتمد عليه فى الطاقة والتى تستحوذ على حصة مرتفعة من هيكل التكاليف.
ولفت إلى القروض الدولارية التى تمثل عنصراً سلبياً على شركات، منها «العربية للأسمنت»، ما يرفع من مصروفات التمويل.
وذكر أن الشركات قادرة على تحقيق انتعاشة مالية، عبر تقليل نصيب الطن الواحد من التكلفة نتيجة تراوح نسبة التشغيل فى المتوسط بين 80 و85%، ما يمنح الشركات فرصة لرفع إنتاجها شريطة وجود طلب محلى.
وسلط «منصور»، الضوء على فرص التصدير التى فتحتها شركة العربية للأسمنت فى اليمن، مؤخراً، ونجحت فى تصدير شحنتين للسوق الخارجي، لكنَّ القدرات التسويقية للشركات تحسم استفادتها من الطلب على الأسمنت فى السوقين العالمى والإقليمى.
أشار مارك أديب، محلل قطاع الأسمنت بشركة فاروس القابضة إلى ارتفاع أسعار الأسمنت بنسبة 53% منذ بداية العام لتصل إلى 800 جنيه للطن، لكنَّها الأرخص، مقارنة بالأسواق الأخرى، ما يحافظ على الصناعة المحلية من إغراق السوق بأسمنت مستورد.
وقال فاروق مصطفى، رئيس مجلس إدارة شركة بنى سويف للأسمنت فى تصريحات سابقة، إن الشركة تعانى عدم إمدادها بالغاز اللازم للتشغيل، إضافة إلى ارتفاع أسعار الفحم عالمياً، وتضاعف سعر الدولار رسمياً، حيث انتهت الشركة من طاحونة الفحم مؤخراً، لكنها لم تعمل بعد.
وحددت بحوث بنك الاستثمار برايم القابضة، السعر المستهدف لشركة مصر للأسمنت (قنا) عند مستويات 84.2 جنيه تحت المراجعة، متوقعة أن ترتفع أسعار الأسمنت بنسبة 15%.
وتحدثت عن التأثيرات السلبية على شركة مصر للأسمنت (قنا) من تراجع قيمة الجنيه خلال الفترات الأخيرة، والتى تؤثر فى استيراد الفحم، وتكاليف المازوت.