مخصصات موسكو فى صناديق الأسواق الناشئة ترتفع لـ 9.61%
قبل أسابيع من حلفه اليمين الدستورى فى 20 يناير الماضي، نشر دونالد ترامب، الرئيس الجديد للولايات المتحدة، سلسلة من التغريدات على «تويتر» حول روسيا.
وكان من بين تدويناته على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، أن وجود علاقة جيدة مع روسيا أمر جيد، مشيرا إلى أن البلدين اللذين كانا على علاقة محفوفة بالمخاطر تحت إدارة أوباما، يمكن أن يعملان سويا فى المستقبل لحل المشاكل الملحة فى جميع أنحاء العالم.
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، أن هذه التدوينات من قبل الرئيس الأمريكى الجديد ينظر إليها من قبل العديد من المستثمرين على أنها أحدث إشارة بأن المخاطر الجيوسياسية المحيطة بروسيا آخذة فى التراجع.
وأضافت أن هذا الانخفاض فى المخاطر يعد واحدا من الأسباب التى دفعت المستثمرين للاندفاع نحو روسيا بعد عدة سنوات من تقليص الاستثمار وخصوصا فى سوق الأسهم والسندات.
وفى يناير الماضى سجل مؤشر بورصة موسكو، للأسهم الروسية أعلى مستوياته على الإطلاق.
وأشار كولن كروفت، مدير صندوق «جوبيتير»، والذى زاد المخصصات لروسيا إلى 58% مقارنة بنسبة 45% قبل 18 شهرا، إلى وجود فرص استثمارية قوية لروسيا.
وأضاف أن ترامب يعد الرئيس الأمريكى الأكثر ميلا لروسيا منذ وقت طويل، ويسعى لرفع العقوبات التى فرضت عليها عام 2014، وهو ما سيكون بمثابة دفعة كبيرة للاستثمارات الأمريكية فى موسكو.
وقال كريستوفر بانون، مدير محفظة فى الصندوق السويسرى «بيكتيت» إن الرئيس الامريكى الجديد يبدو أنه على استعداد تام لإنشاء علاقة إيجابية وقوية مع الروس.
وأضاف أن المخاطر الجيوسياسية التى كانت تلاحق روسيا تراجعت وهو ما يعد دفعة قوية لأسعار الأصول.
وأوضحت الصحيفة أن الآراء الإيجابية حول روسيا بمثابة تغير كبير منذ عام 2014.
وتجاهل المستثمرون، الاستثمار فى روسيا بعد أن فرضت عليها عقوبات واسعة النطاق بسبب عملياتها العسكرية فى أوكرانيا التى وصلت فى نهاية المطاف إلى ضم شبه جزيرة القرم.
وساهمت هذه العقوبات التى فرضها الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة، فى انهيار العملة الروسية الروبل، جاء ذلك فى الوقت الذى دفع فيه انهيار اسعار البترول منذ منتصف 2014 إلى وقوع الاقتصاد الروسى فى فخ الركود.
ولكن منذ استقرار أسعار البترول العام الماضي، ارتفع سوق الأوراق المالية الروسية وأظهرت البلاد علامات العودة إلى النمو.
وكشفت بيانات مؤسسة «مورنينجستار» أن 5 من بين أفضل 15 صندوقا من حيث الأداء حول العالم، كانت صناديق متخصصة فى الاستثمار فى أسهم روسيا العام الماضى.
واندفعت العديد من صناديق الأسواق الناشئة والأوروبية نحو روسيا على مدى الأشهر الـ 18 الماضية من أجل الاستفادة من العوائد القوية فى سوق الأسهم.
وقفزت مخصصات موسكو فى صناديق الأسواق الناشئة التى تحمل الأسهم الروسية من 6.91% نهاية 2014 إلى 9.61% ديسمبر الماضى.
وتوقع لوكاس شميتز، مدير محفظة فى الصندوق الأوروبى «إس دبليو ميتشل كابيتال»، الذى زاد حجم المخصصات لروسيا إلى 42% فى الوقت الراهن مقابل 24% فى 2015، أن الأسهم الروسية ستواصل أداءها الجيد العام الحالى.
وفى يناير الماضى توقعت «موديز» وكالة التصنيف الائتمانى أن الناتج المحلى الإجمالى فى روسيا سينمو بنسبة 1% العام الحالى بعد عامين من الركود.
ومن المتوقع أيضا مزيد من الانخفاض فى معدل التضخم بعد تراجعه إلى 5.8% مقارنة بنسبة 9.8% على مدار العام الماضى.. وهذا قد يؤدى إلى خفض أسعار الفائدة.
وقال جان ديهن، رئيس قسم الأبحاث فى مجموعة «أشمور» المتخصصة فى الأسواق الناشئة، إن البنك المركزى الروسى كان متشددا بشأن خفض أسعار الفائدة ولكن بعد تراجع التضخم نتوقع خفض أسعار الفائدة عدة مرات العام الحالى.
وزاد الإقبال على الروبل، بعدما زادت قيمته بنسبة 27% مقابل الدولار خلال العام الماضي، وهو ما يجذب المستثمرين حيث أكدّ ديهن، أن العملة الروسية لديها المزيد من الإيجابيات.
وكان العديد من المستثمرين قد تجنبوا سوق الدين الروسى بسبب العقوبات فضلا عن المخاوف حول ما إذا كانت السندات ستكون قابلة للتداول فى أسواق الدين الأوروبية.
ولم تكن هذه المخاوف وحدها مصادر القلق للمستثمرين فى روسيا، ولكن أيضا المناخ السياسى المضطرب لا سيما بسبب الأنشطة الروسية فى أوكرانيا وسوريا التى كانت دائما داعمة لنظام الأسد.
هذه الأمور جعلت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكى يناقشون مشروع قانون لفرض عقوبات جديدة على روسيا فى يناير الماضى.
ولكن البعض الآخر يبقى على ثقة من أن التوقعات بالنسبة لروسيا قوية، لا سيما بسبب تعيين ريكس تيلرسون، وزيرا للخارجية، والذى يتمتع بصلات وثيقة مع روسيا من خلال عمله السابق فى شركة «إكسون موبيل» للبترول.. الأمر الذى عزز آمال رفع العقوبات فى المستقبل.