«شوقى»: «القاهرة» لم تتمكن من صرف الدعم لـ3 شركات بسبب وزارة المالية
«محمود»: نكافح لصرف 12 ألف يورو من الاتحاد الأوروبى لـ«همه» فى أسيوط
الدولار خفض ميزانية «الجامعة الأمريكية» 15%
منذ أن نشأ مجال ريادة الأعمال، وهو يواجه العديد من الصعوبات والتحديات. وأصبح رواد الأعمال يشتكون بشكل دائم من صعوبة الاستثمارات، وقلة تواجد حاضنات الأعمال، التى انتشرت مؤخرا وأصبحت الجامعات مهتمة بإنشائها.
ومؤخرا، ظهر العديد من التحديات التى تهدد استمرار حاضنات الجامعات، أبرزها ضعف التمويل والروتين الحكومى بجانب صعوبة ضخ الاستثمارات.
قال الدكتور أحمد شوقى، مدير حاضنة جامعة القاهرة، إن الحاضنة من المفترض أن تضم 3 شركات ناشئة منذ ما يقرب من عام تقريبا، ولكن تم تأجيل الاحتضان بشكل كامل بسبب مجموعة من اللوائح والروتين الحكومي، لتصبح الشركات الثلاث معلقة.
أوضح أن وزارة المالية ترسل مندوبين عنها، يطبقون اللوائح فقط، دون النظر إلى حاجة الحاضنة، ونظامها وآليات المكان.
أضاف أن الحاضنة قدمت استشارات قانونية ومالية، وبعض التدريبات للشركات الثلاث الناشئة المفترض أن يتم احتضانها، كما تم تجهيز المواقع الخاصة بها داخل «حاضنة جامعة القاهرة»، لكن الحاضنة لم تتمكن من صرف الدعم المادى للشركات حتى الآن بسبب وزارة المالية.
وأشار إلى أنه طبقا للوائح والقوانين فإن الجامعة تتولى صرف الدعم المادى البالغ 300 ألف جنيه بواقع 100 ألف جنيه لكل شركة، ما يؤدى إلى توليها شراء المنتجات والمستلزمات التى يحتاجها رواد الأعمال فى عملهم، مضيفا انه طبقا للوائح فلم يتمكن رواد الأعمال من الحصول على منتجاتهم بعد فترة الاحتضان، حيث سيتم ايداعها بمخازن الجامعة، او يقوم رائد الأعمال باستعارتها فقط، وحال عدم ردها للجامعة نتم محاكمته، وهو ما لا تسعى اليه الجامعة على الإطلاق.
أوضح انه يحاول البحث عن العديد من الحلول التى يقدمها لرائد الأعمال، ليتمكن من صرف الدعم الخاص به بطريقته الخاصة وحسب احتياج شركته.
ولفت إلى أن «حاضنة جامعه القاهرة»، حصلت كما هو معلن على 300 الف جنيه لدعم الـ 3 شركات، من جانب مؤسسة بنك ناصر، لكن الجامعة لم تستلم سوى نصف المبلغ فقط حتى الآن، مضيفا أن الحاضنة تنتظر دعما آخر من جانب أكاديمية البحث العلمى قيمته 1.5 مليون جنيه، ولم يتم صرفه حتى الآن أيضا.
قال شوقى إن انتشار فكرة دعم رواد الأعمال مطروحة بقوة رغم أن الواقع يشير إلى عكس ذلك، فالحاضنة تدعم 3 شركات ناشئة فى مجالات مختلفة منها «توصيلة» المتخصصة فى حجز تذاكر القطارات ورصد حركاتها «أون لاين»، وشركة «رافيا» المتخصصة فى مجال تفصيل الملابس الحريمى، بالإضافة إلى شركة «بيجاد» المتخصصة فى توفير حلول زراعية عن طريق التكنولوجيا الحديثة.
وأوضح أن الجامعه تسعى لتأسيس حاضنة أخرى، تقوم من خلالها بتدريب الطلاب وتعليمهم كيفية تحويل المواد النظرية التى يدرسونها إلى منتجات يمكن الاستفادة منها، إذ سيتم احتضان هؤلاء الشباب خلال الفترة المقبلة، وسيؤجل هذه الخطوة لحين حل أزمة حاضنة جامعه القاهرة، موضحا ان الحاضنة متوقفة عن استقبال دفعات جديدة.
من جانبه قال الدكتور وائل محمود، مدير وحدة نقل التكنولوجيا المتكاملة والمشرف على «حاضنة همه» التابعة لجامعة اسيوط، إن الجامعة تواجه مشكلتين أساسيتين، هما صعوبة نشر واستيعاب فكرة ريادة الأعمال واهميتها، إذ يسعى الشباب والأهل للبحث عن «الوظيفة الميرى» أو الوظيفة الحكومية دائما والابتعاد عن تأسيس مشاريع خاصة.
أضاف أن الحاضنة تواجه مشكلة أخرى تكمن فى صعوبة تمويل الشركات الناشئة، وتسعى دائما لحل هذه المشكلة عبر التعاون مع احدى الجهات المانحة، لكن الأمر لا يكلل بالنجاح فى كل الأحيان، موضحا أن الحاضنة تنتظر دعما من جانب الاتحاد الأوروبى، لمنح الشركات التابعة لـ«همه» نحو 12 الف يورو على حدة، خلال الأسابيع المقبلة.. لكنه مازال ينتظر الموافقات الأخيرة، وتكافح الحاضنة من أجل هذه الموافقات.
وأوضح محمود، أن حاضنة «همه» لا توفر الدعم النقدى لرواد الأعمال، فى حين توفر دعما عينيا ومعنويا، يتمثل فى الاستشارات القانونية والمالية، بالإضافة إلى توفير التدريبات، وامكانية تأسيس شركة، ومساعدتهم فى وضع خطة عمل قوية.
كما توفر «همه» أماكن ثابتة للعمل من خلالها، بجانب حزمة من الخدمات، تختلف من شركة لأخرى، مؤكدا ان «همه» لا تحصل على نسبة من الشركات الناشئة التى تحتضنها.
لفت محمود، إلى ان الحاضنة تستهدف احتضان 15 شركة ناشئة سنويا، والوصول لـ20 شركة سنويا حال إجراء توسعات.
وأوضح ان «همه» قامت باحتضان نحو 12 شركة ناشئة حتى الآن، نافيا اقتصار عملها على الطلاب واساتذة جامعه اسيوط، بل تقوم باحتضان رواد الأعمال بشكل عام.
وتبلغ مدة فترة الاحتضان بين عام وحتى 4 اعوام تقريبا، حسب احتياج كل شركة. وفترة الاحتضان هذه هى الفترة الطبيعية فى جميع الدول الأخري. وأضاف: «ما تقوم به الحاضنات المتواجدة فى السوق المحلى ليس احتضانا ويمكن أن نطلق على معظمها مسرعات أعمال».
أكد محمود، أن بيئة ريادة الأعمال فى مصر غير صالحة لتأهيل رواد الأعمال والابتكار والإبداع، حيث ينقصها نشر ثقافة ريادة الأعمال، كما يحتاج السوق المصر إلى العديد من حاضنات الأعمال وليس مسرعات الأعمال.
اشار إلى أن «همه» تقوم بتنظيم «ساقية الجنوب»، وهى عبارة عن معسكر للشباب لنشر فكر ريادة الأعمال من خلالهم.
وقال محمد حمزة مدير حاضنة «الجامعة الأمريكية» إن الحاضنة تواجه العديد من التحديات، إذ تم تخفيض ميزانيتها السنوية بنسبة 15% تقريبا، بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار خلال الفترة الماضية.
اضاف ان هذا الارتفاع، أدى أيضا لركود فى عمليات ضخ الاستثمارات بالشركات الناشئة، وهو ما سبب لهم تحديا آخر.
وأوضح أن الجهات التى تقدم خدمات استشارية للشركات الناشئة تتعامل مع الحاضنة بالأسعار الجديدة للدولار، فى حين ان ميزانية الحاضنة لم تطرأ عليها اى زيادة، مشيرا إلى ان بعض الخدمات يتم تقديمها من داخل الجامعة، ومنها المحاضرات والتدريبات على يد اساتذة الجامعة الأمريكية مما يوفر لهم بعض التكاليف.
وأشار إلى أن «حاضنة الجامعة الأمريكية» تدعم الشركات الناشئة عن طريق توفير أماكن ثابتة للعمل، بالإضافة إلى الاستشارات المالية والقانونية، والتدريبات، وتواصلهم مع أساتذة وطلاب الجامعة، واستخدام المكتبة الخاصة بالجامعة، فضلا عن الدعم المادى الذى يصل لـ 20 الف جنيه.
ولفت حمزة، إلى أن الحاضنة دعمت 70 شركة ناشئة استطاعت أن تحقق دخلا ماديا بلغ 43 مليون جنيه، كما استطاعت جذب استثمارات بقيمة 27 مليون جنيه.
وتقوم «حاضنة الجامعة الأمريكية»، بدعم مابين 5 و10 شركات ناشئة سنويا. لكنها احتضنت 13 شركة العام الحالى، بعد ان اضافت برنامج التكنولوجيا المالية بالتعاون مع بنك «CIB».
وتسعى الحاضنة لدعم الشركات التى تركز على مجال الشمول المالى.