تسعى محاصيل الموالح المصرية، تحديداً البرتقال، إلى مواصلة تألقها على ساحة التجارة العالمية، فبعد أن احتل البرتقال المصرى عرش الصادرات العالمية لثلاثة مواسم متتالية، ينافس أيضاً بقوة فى الموسم التصديرى الذى بدأ مطلع العام الجارى أمام خمسة منافسين كبار هم إسبانيا، والمغرب، وتركيا، والولايات المتحدة، وتل أبيب ليواصل تألقه فى الأسواق العالمية.
تأتى تنافسية البرتقال المصرى أمام كبار المنتجين فى العالم وسط تغيرات اقتصادية دولية كبيرة وتحديات قوية، على رأسها عدم التعافى التام من وباء كورونا الذى بدأ تفشيه مطلع العام 2020، وصولاً إلى الغزو الروسى لأوكرانيا نهاية الربع الأول من العام الماضى.
خلق كل من كورونا و«الغزو» أزمات عدة ظهرت على صورة قفزات التضخم على مستوى جميع الأسواق العالمية، ومنها التى تنافس فيها مصر فى تصدير الموالح، كما أثرت أيضاً على حركة الشحن البحرى بقوة من حيث إتاحة الحاويات اللازمة لشحن البضائع أو على مستوى الأسعار التى قفزت لكثير من الأسواق فوق 200%، وفقاً لمصادر بقطاع تصدير الموالح تحدثوا لـ«البورصة».
يواجه محصول البرتقال المصرى، أيضاً، تحدياً على مستوى شكل الإنتاج والذى يزيد فى الأحجام الصغيرة على حساب الأحجام المتوسطة والكبيرة التى تُفضلها أغلب دول العالم، لكن الجودة والنضج هما ما يُراهن عليهما المصدرون.
وتتمتع الموالح المصرية هذا الموسم بقدرات أفضل من المنافسين لها على مستوى زيادة الإنتاجية بنحو 20% لترتفع إلى 3.6 مليون طن، فى حين يُعانى المنافسون تراجع إنتاجهم؛ بسبب التغيرات المناخية، والتى كانت سبباً رئيساً فى تفوق الموالح المصرية عليهم.
وقال متخصصون فى قطاع الصادرات، إنَّ الشركات تسعى للاستفادة من انخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار فى الفترة الأخيرة، لتحقيق أقصى استفادة وتصدير أكبر كمية ممكنة للأسواق الدولية.
وبشكل عام، توقعت وزارة الزراعة الأمريكية أن يرتفع استهلاك المصريين من البرتقال المحلى بنحو 14.3% ليصل إلى 1.6 مليون طن العام الجارى، مقارنة بتقديرات استهلاك العام الماضى، والتى تأتى مدفوعة بالنمو السكانى الذى اقترب من 105 ملايين نسمة مع نهاية 2022، وزيادة الاستهلاك؛ لأن المنتج غنى بفيتامين سى الذى يقوى الحالة الصحية للمستهلكين فى مواجهة نزلات البرد وغيرها.
لكن وبشكل عام سيظل استخدام البرتقال من قبل قطاع التصنيع والمعالجة دون تغيير، مقارنة بالعام الماضى عند %12 تقريباً؛ نظراً إلى نمو أعداد المستهلكين الذين يفضلون استهلاك الكمية الأكبر طازجة، بالتوازى مع قدرات التصنيع والمعالجة المحدودة.